وسط استمرار دعمها الكبير لحليفتها في الشرق الأوسط “إسرائيل”، تواصل أمريكا نشاطها في سوريا من خلال محاولات فتح جبهات جديدة داخل الأراضي السورية خاصة ضد الجيش السوري.
وتعتمد هذه المحاولات على إعادة تفعيل المجموعات الإرهـ.ـابية، وبخاصة “تنظيم الدولة”، الذي حاولت واشنطن إحياؤه منذ خسارته آخر معاقله في منطقة “الباغوز” بريف دير الزور عام 2019.
منذ ذلك الوقت، بدأت الإدارة الأمريكية بنقل عناصر “تنظيم الدولة” من سجون “قسد” إلى قاعدة التنف، حيث يتم تدريبهم ثم إرسالهم إلى البادية الشرقية السورية لتنفيذ هجمات محدودة ضد الجيش السوري، بما في ذلك نصب كمائن تستهدف قوافل الجيش، بحسب مصادر ميدانية.
مؤخراً، أفادت تقارير بأن القوات الأمريكية نقلت 300 عنصر من “تنظيم الدولة”، يحملون الجنسية السورية والعراقية، من بينهم 31 من قادة التنظيم، إلى المنطقة الجنوبية السورية بالتنسيق مع مجموعات إرهـ.ـابية في محافظتي درعا والسويداء.
وذكرت المصادر أن عملية النقل تمت بالتعاون مع فصيل “أحرار جبل العرب”، الذي يقوده سليمان عبد الباقي.
وبحسب المصادر، فإن “هذه العناصر الإرهـ.ـابية تمركزت في بادية السويداء، وكذلك في بلدتي جاسم وإنخل بريف درعا”.
ووفقاً للتقارير، تسعى الإدارة الأمريكية إلى إعادة انتشار “تنظيم الدولة” في المنطقة الحدودية الثلاثية مع فلسطين المحتلة، التي تضم محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، والمعروفة بـ”مثلث الموت”.
ويجري هذا التنسيق مع “إسرائيل” بهدف خلق حالة من الفوضى الأمنية في هذه المنطقة الاستراتيجية لمنع وجود وحدات الجيش السوري، وبالتالي إقامة منطقة عازلة لـ”حماية إسرائيل”، بحسب ما جاء في التقارير.
ويأتي هذا المخطط الأمريكي في توقيت حساس نظراً للتصعيد بين إيران و”إسرائيل”، بهدف تشتيت الانتباه وإشعال جبهات جديدة. كما تدرك واشنطن أن سوريا لا تزال تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين، وتسعى من خلال هذه التحركات إلى تعزيز أمن “إسرائيل” في ظل الاضطرابات الأمنية التي تواجهها حكومة نتنياهو، بحسب التقارير