صرحت رنا جمال، مديرة معمل أدوية في ريف دمشق، أن صناعة الأدوية في سورية تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي.
وأوضحت جمال أن جميع المكونات المستخدمة في تصنيع الأدوية مستوردة بالكامل، بدءاً من المواد الخام والآلات وصولاً إلى مواد التعبئة والتغليف، معتمدة بشكل أساسي على الهند والصين كمصدر رئيسي.
وأشارت جمال إلى أن هناك صعوبات كبيرة في عملية الاستيراد والشحن، حيث تضاعفت تكلفة الشحن ثلاث مرات خلال العام الماضي، لترتفع تكلفة شحن الحاوية من 2400 دولار إلى 9000 دولار، وذلك نتيجة الزيادة الكبيرة في أسعار المحروقات العالمية.
تحديات التسعير والمنافسة
وأضافت جمال أن تكلفة تصنيع الأدوية لم تُدرس بشكل دقيق من قبل وزارة الصحة، حيث أن الأسعار المحددة من قبل الوزارة لا تعكس التكلفة الفعلية المتزايدة باستمرار.
هذا الواقع أدى إلى خروج الأدوية السورية من دائرة المنافسة بسبب ارتفاع أسعارها مقارنة بدول الجوار، مما أسفر عن تراجع كبير في الصادرات بنسبة تجاوزت 50%.
كما لفتت جمال إلى أن تكلفة الكهرباء التي تحتاجها المصانع تصل شهرياً إلى 150-200 مليون ليرة سورية، وهو ما يمثل حوالي 35% من تكلفة الإنتاج.
التحديات المتعلقة بالطاقة
وأشارت جمال إلى أن تركيب أنظمة طاقة بديلة في مصانع الأدوية ليس بالأمر السهل، حيث أن المصانع تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء وتتطلب مساحات واسعة لتركيب ألواح الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى التكلفة العالية لتلك الأنظمة.
وأكدت جمال أن تصنيع الدواء الواحد بات يكلف مليارات الليرات السورية، نظراً لارتفاع تكاليف التشغيل والمواد الخام وأجور العمالة.
وجهة نظر أخرى حول الصناعة الدوائية
من جهة أخرى، أكد نقيب صيادلة دمشق، حسن ديروان، أن صناعة الأدوية في سورية تعتبر في وضع جيد، رغم وجود بعض الانقطاعات الجزئية لبعض الأصناف الدوائية.
وبخصوص التصدير، أوضح ديروان أنه لا يتم السماح بتصدير أي صنف دوائي إلا بعد التأكد من تلبية حاجة السوق المحلية، مشيراً إلى الجودة العالية للدواء السوري ومراقبته الدقيقة من قبل وزارة الصحة.
وأكد ديروان أن المحروقات متوفرة لمعامل الأدوية عبر شركة “سادكوب” وفق احتياجاتها، وأشار إلى أن العديد من المصانع بدأت بالتحول إلى الطاقة البديلة لمواجهة التحديات الحالية.