عمل الحكومة العراقية على بناء جدار لفصل الحدود مع سوريا بهدف منع المجموعات المسلحة من حرية تنقلها بين الأراضي السورية والعراقية بالسهولة التي كانت تجدها قبل البدء بالمشروع العراقي الجديد.
وتقول مصادر خاصة إن مشروع الجدار وحماية الحدود ممول بقيمة 15 مليار دينار عراقي (ما يعادل ..دولار )، واللافت في مشروع الجدار هو توافق بغداد مع حكومة إقليم شمال العراق، الأمر الذي يعني بالضرورة أن “أربيل”، تشارك في مشروع من شأنه أن يزيد من الضغوط الاقتصادية على “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” التي ستخسر طرق التهريب التي تستخدمها لتأمين موارد لخزينتها من عمليات تهريب النفط والحشيش المخدر، فإن الجدار في خطوته الأولى والتي يبنى فيها ضمن أراضٍ تقابل الريف الشرقي من محافظة الحسكة، سيمنع مجموعات تنظيم “حزب العمال الكردستاني”، من حرية التنقل من وإلى منطقة “سنجار”، التابعة لمحافظة نينوى العراقية.
وبحسب البيانات الرسمية العراقية، فإن الجدار سيكون على امتداد الشريط، ومؤلف من جدار إسمنتي بارتفاع 3 أمتار، مزود بأبراج مراقبة وكاميرات حرارية، ومدعّم بـ “جدار صد”، من الجيش العراقي لتحل مكان قوات حرس الحدود المنتشرة حالياً، ولا يبدو الأمر نوعاً من التحول في السياسات العراقية بشكل مفاجئ، إذ سبق هذه الخطوة أن قامت بغداد بنشر وحدات كبيرة من قوات حرس الحدود مزودة بما يلزم من معدات مراقبة ليلة ونهارية، بما أفضى للحد من حركة عبور المجموعات المسلحة بين طرفي الحدود.
الإجراءات العراقية على المستوى الأمني تزامنت مع الإعلام رسمياً عن إعادة فتح معبر “القائم -البوكمال”، أمام حركة المسافرين والنقل التجاري التي كانت متوقفة منذ اتخاذ بغداد جملة من الإجراءات على خلفية انتشار جائحة كورونا، وإن كانت بغداد قد عملت خلال الأسابيع الماضية على صيانة الجزء الخاص بها من المعبر، فإن مصادر سورية تؤكد لـ “أثر برس”، أن الجانب السوري مجهّز بكامل ما يلزم من بنى تحتية وتجهيزات منذ عودة الدولة السورية للسيطرة على مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي.
وكانت حركة النقل في المعبر مقتصرة على وصول الشاحنات نحو ساحات المبادلة لإفراغ الحمولات القادمة من سوريا في شاحنات سورية، والعكس بالعكس، علماً أن مصادر “أثر” تؤكد أن النقل التجاري بين البلدين ليس بالزخم الذي ترجوه كل من دمشق وبغداد، فيما سيكون لإعادة فتح المعبر أمام حركة المسافرين دوراً كبيراً في تنشيط السياحة الدينية في سوريا من خلال زيارة العراقيين للأماكن المقدسة في سوريا.